متحف الكفيل يوسّع قاعدة مصادره المتحفية لتحديث بيانات التوثيق والأرشفة

في إطار سعيه المستمر لتعزيز دقّة التوثيق العلمي وتحقيق معايير الأرشفة المتحفية المعتمدة، شرع متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات بخطّة عمل تهدف إلى مراجعة وتحديث المعلومات المرتبطة بالقطع المتحفية، وذلك بالاعتماد على مصادر مرجعية رصينة معتمدة في مجال التاريخ والفن والمقتنيات المتحفية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج شامل لتطوير البنية المعرفية الخاصة بأرشفة المقتنيات، حيث بادر الفريق المختص بمراجعة عدد من الكتب والمصادر المتخصصة في أنواع متعددة من القطع، شملت المعادن، النسيج، الأعمال الخشبية، والزجاجية، فضلاً عن الأدوات الطقسية والتحف الدينية.
وقد تم اختيار هذه المصادر بعناية، لضمان تزويد قاعدة بيانات المتحف بمعلومات حديثة ودقيقة، تأخذ بعين الاعتبار الجوانب التأريخية والتقنية والفنية، مع الالتزام الكامل بالمنهجيات المتبعة في المؤسسات المتحفية العالمية وتُمثّل هذه الخطوة امتدادًا لجهود التوثيق السابقة، ولكنها تأتي بصيغة أكثر شمولية، تجمع بين التحليل الوصفي والتأريخي للقطعة، وتحديث تفاصيلها بحسب أحدث ما ورد في المصادر المتنوعة.
وتحدث مسؤول شعبة التوثيق والارشفة السيد علي حسين جديع عن الالية المتبعة في تحديث معلومات القطع في الشعبة : ( نعتمد قي شعبة التوثيق و الارشفة على استخراج المعلومات من المصادر المعتبرة سواء كانت مطبوعة ومتواجدة في مكتبة المتحف او المصادر الالكترونية المخزونة في قاعدة البيانات ، الاعتماد يكون على المصادر العربية والاجنبية حيث يتم ترجمة العديد من المصادر الأجنبية الى اللغة العربية لكي يتم معرفة اخر تحديثات المعلومات الخاصة بالقطع المتحفية ) .
من جانبه تحدث منتسب شعبة التوثيق والارشفة السيد عماد بخيت عن عملية تحديث معلومات القطع قائلاً : ( لا يقتصر عمل التوثيق على تنزيل البيانات بل يتعدى ذلك الى تحديث هذه البيانات و جعلها دقيقة و مسندة من خلال الاطلاع على المصادر و الكتب المتخصصة الموجود في مكتبة قسم المتحف الالكترونية والورقية من اجل تزويد الباحث بأحدث معلومات القطع المتحفية الموجودة في قسم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات حيث تم تحديث معلومات اكثر من 5000 قطعة متحفية مثبتة على قاعدة بيانات الكترونية خاصة ).
و تأتي هذه الخطوات من خلال ربط هذه المعلومات بالأنظمة الرقمية التي يعتمدها المتحف في إدارة أرشيفه، مما يسهل الوصول إليها عند الحاجة .
ويأتي هذا النشاط في سياق رؤية العتبة العباسية المقدسة الهادفة إلى ترسيخ العمل المؤسسي المتحفي، من خلال تبنّي أفضل الممارسات المعتمدة عالميًا في مجالات التوثيق والأرشفة، بما يضمن الحفاظ على الموروث المتحفي، وتقديمه للأجيال القادمة بصورة علمية دقيقة، تليق بمكانة المتحف ومقتنياته، وتعبّر عن عمق الاهتمام الذي توليه العتبة لهذا الإرث الحضاري .

علي نزار الحسيني
شعبة الاعلام المتحفي