أقام قسم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة، صباح اليوم الأربعاء الموافق 27 تشرين الثاني 2024م، ندوته العلمية العاشرة تحت عنوان: " العناصر العمارية في عمارة العتبات المقدسة في العراق " .
وقد استضافت الندوة التي عُقدت على قاعة الإمام الحسن عليه السلام و بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي عميد كلية الآثار بجامعة القادسية، أ.م.د. رجوان الميالي، الذي قدّم محاضرة متخصصة تناولت الجوانب التاريخية والفنية للعناصر العمارية المستخدمة في عمارة العتبات المقدسة، مع تسليط الضوء على قيمتها التراثية ودورها في التعبير عن الهوية الثقافية والدينية وعلاقتها بالعتبات المقدسة في العراق و التي تُعد من أبرز معالم العمارة الإسلامية التي تُجسّد القيم الفنية والروحية للفن الإسلامي و تتجلّى هذه القيم في العناصر العمارية المميزة التي تزيّن هذه العتبات .
و شهدت الندوة حضورًا واسعًا من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالتراث والآثار، إلى جانب ممثلين عن العتبات المقدسة وقد تخلّلها نقاش مفتوح بين الحاضرين، تناول أهمية توثيق ودراسة العناصر المعمارية في العتبات المقدسة، وضرورة المحافظة عليها كجزء من الإرث الحضاري العراقي .
و تحدث رئيس قسم متحف الكفيل السيد نافع الموسوي في تصريح لشعبة الاعلام المتحفي : ( أقيم في هذا اليوم الندوة العلمية العاشرة لقسم متحف الكفيل والتي قدمها عميد كلية الاثار بجامعة القادسية الدكتور رجوان الميالي ، يعد متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات هو أحد المتاحف المهمة في العتبات المقدسة في العراق وفي المنطقة إذ يختص هذا المتحف بحفظ وعرض النفائس والمخطوطات الإسلامية القديمة التي تعكس التراث الثقافي والديني الغني للعالم الإسلامي، وخاصة في العراق والمنطقة العربية ، إذ يستمر قسم المتحف في إقامة سلسلة ندواته الثقافية و العلمية من خلال استضافة الخبراء و المختصين و دعوة المهتمين من أجل إثراء الجانب الثقافي في المجتمع و احياء التراث فيه و الحفاظ على الهوية الإسلامية الثقافية لتقديمها للأجيال القادمة و تطوير هذه الفنون المهمة ) .
من جانبه تحدث عميد كلية الاثار بجامعة القادسية و محاضر الندوة العاشرة لقسم المتحف الدكتور رجوان فيصل الميّالي عن مشاركته البحثية : ( قدمت في هذا اليوم في متحف الكفيل التابع للعتبة العباسية المقدسة ندوة بعنوان " العناصر العمارية في عمارة العتبات المقدسة في العراق " وتحدثنا في هذه المحاضرة عن أولى المحاولات في إقامة المباني في العتبات المقدسة واجراء الإصلاحات و هي متعددة و كثيرة جداً ، الحديث عن عمارة العتبات المقدسة يعد حديثاً مطولاً حيث توجد فيه اكثر من محاولة وإصلاح وفي اكثر من عصر وحقبة وبالتالي موضوع العمارة في العتبات المقدسة خضع للكثير من التاثر العمراني من عناصر العمارة في المشرق الإسلامي مثل مرقد الامام الرضا عليه السلام والكثير من المراقد المنتشرة في المدن الإسلامية حيث طبقت الكثير من العناصر مثل البشتاك و عمارة المداخل الصرحية والكبيرة التي زينت بها مباني العتبات المقدسة في العراق ؛ إذ تكمن أهمية المحاضرة بالدرجة الأولى بالكشف عن العناصر العمارية التي دخلت الى العراق عن طريق عمارة المشرق الإسلامي والتطوير عليها حيث تهدف الندوة الى تفكيك هذه العناصر وتحليلها وبالتالي تكون لدى المختصين نظرة عامة حول كيفيو وصول صلت هذه الحالة عبر مرحلة طويله ومعقدة من التكرار والتطوير خلال فترة طويلة من الزمن ) .
و صرّحَ نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الدكتور علاء ضياء الدين قائلاً : ( تعد هذه الندوة من سلسلة الندوات التي تهتم بالتاريخ والتراث الاسلامي وخصوصا التابع للعتبات المقدسة و تعد عمارة العتبات المقدسة مهمة جداً و دائما المبدع و المعمار الكربلائي ابدع في فلسفة هذا البناء من خلال الاقواس وكل شيء موجود في عمارتها و أذكر احد الامثلة و هي في القبة الشريفة لمرقد مولاي سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام و التي تحمل ٩٩ مقرنص على عدد اسماء الله الحسنى و كذلك الاعمدة التي تحمل الطارمة الشريفة سابقاً وبواقع اثني عشر عموداً على عدد اهل بيت النبي صلوات الله عليه وعليهم اجمعين وكل حجر في هذه الاماكن المباركة له قدسية وفكر فلسفي وبالتالي الاهتمام بايصال هذه المبادئ الانسانية العظيمة الى العالم ، وهنالك الكثير من الذين كتبوا حول عمارة العتبات المقدسة واليوم نحن بصدد هذه الندوة المباركة الي تتعرض لعمارة العتبات المقدسة و تستعرص تأريخها الزاخر ) .
وفي سياق متصل تحدث معاون رئيس قسم متحف الكفيل و رئيس الجلسة الأستاذ الدكتور شوقي الموسوي قائلاً : ( نحتفي اليوم باليوم العالمي للفن الإسلامي من خلال إقامة الندوة العاشرة من سلسلة ندوات متحف الكفيل وبعنوان " العناصر العمارية في عمارة العتبات المقدسة في العراق " و التي قدمها عميد كلية الاثار بجامعة القادسية الدكتور رجوان فيصل الميّالي ، سلطت هذه الندوة الضوء على اهم العناصر الزخرفية سواء كانت نباتية او زخرفية و العناصر المعمارية كالقباب و المحراب و المقرنصات وغيرها ، هذه السلسلة هي باكورة المؤتمرات الدولية الأربع ، متحف الكفيل لديه نشاطات ثقافية و دولية من خلال إقامة الورش و حضور المختصين والباحثين و اطلاق مجلة متحف الكفيل التي تروج للجانب المتحفي ، هذه الندوة مهمة للمتخصصين و المهتمين بالجانب المعماري في العتبات المقدسة ، تكمن اهمية الندوة في الحفاظ على التراث الفلكلوري وترسيخ الثقافة المتحفية في المجتمع وهذه الندوات تسلط الضوء على التراث العريق الذي يحتفظ به متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات و يعرضه في هذه الندوة العلمية ) .
يذكر ان في ختام الندوة تم تكريم المحاضر و المشاركين في الحضور بشهادات تقديرية مقدمة من قبل قسم متحف الكفيل في ما عبّر الحاضرون عن شكرهم على تنظيم مثل هذه الفعاليات العلمية التي تسهم في إحياء التراث وتعزيز الوعي بأهميته .
علي الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي