شعبة الإعلام في متحف الكفيل تجسّد شعار اليوم العالمي للمتاحف بجهد رقمي رائد

بالتزامن مع مناسبة اليوم العالمي للمتاحف الذي يُحتفى به هذا العام تحت شعار “مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغيّر”، تبرز تجربة شعبة الإعلام المتحفي في قسم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة، كمثال حيّ على قدرة المتاحف على التكيّف والإبداع في عالم يشهد تحولات متسارعة على المستويات الاجتماعية والتقنية والبيئية.
فمن خلال مشروعها الرقمي المتكامل، تواصل الشعبة تحديث قسم النفائس على الموقع الرسمي للعتبة على الشبكة العنكبوتية، مقدمة تجربة رقمية فريدة تتيح لزوار الموقع من مختلف أنحاء العالم استكشاف المقتنيات التاريخية بتقنيات عرض حديثة ومبتكرة، تواكب المعايير العالمية للمتاحف الرقمية، وتنسجم مع روح هذا اليوم العالمي الذي يدعو لجعل المتاحف محركًا فاعلًا للتنمية الشاملة والمستدامة.

من 7 منظومات إلى 26 منظومة رئيسية: قفزة كمية ونوعية نحو التحول الرقمي

يمثل قسم “النفائس” في موقع متحف الكفيل نافذة رقمية واسعة على التراث الإسلامي والموروث الحضاري الغني الذي تحتضنه العتبة العباسية المقدسة. وقد شهد هذا القسم تطوراً ملحوظاً منذ انطلاقة شعبة الإعلام المتحفي قبل ثلاث سنوات، حيث قفز عدد المنظومات الرقمية من 7 فقط إلى 26 منظومة رئيسية تحتوي على منظومات فرعية تغطي أكثر من 150 قطعة نفيسة متنوعة من حيث النوع والحجم، في قفزة كمية ونوعية متميزة.
يأتي هذا التوسع ضمن خطة ممنهجة اعتمدت على التوثيق الدقيق (اليدوي والإلكتروني)، وتصميم صور احترافية للقطع، وتوفير عرضها بدقة عالية، مما يسهم في تعزيز الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في دعم الابتكار وتعزيز الوصول الرقمي.

تجربة تفاعلية باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد

ولأن التحول الرقمي ليس فقط في الكم، بل في نوعية التجربة الثقافية، طورت الشعبة منظومة تحكم إلكترونية حديثة – من إعداد مبرمجي قسم إعلام العتبة العباسية – لتنظيم المحتوى إلكترونيًا بصورة سلسة وآمنة. كما وفرت إمكانية عرض عدد من النفائس بتقنية التجسيم الثلاثي الأبعاد (3D)، مما يفتح أفقاً جديداً في تفاعل الزائر مع القطع المعروضة، ويُجسّد تطلع المتاحف إلى تعزيز الشمول الرقمي والثقافي، كما يُشير إليه الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة.

المتاحف كمراكز ثقافية نابضة في قلب المجتمع

لا يقتصر دور متحف الكفيل على الحفظ والعرض، بل يتجاوز ذلك إلى تعزيز الوعي المجتمعي، ودعم التعليم، ورفد الاقتصاد الثقافي المحلي من خلال كوادره المتخصصة، وهو ما ينسجم مع الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة في دعم الاقتصادات المحلية وتوفير فرص العمل.

رؤية حضارية نحو المستقبل

إن ما تحققه شعبة الإعلام المتحفي اليوم ليس مجرد تحديث رقمي، بل هو تموضع حقيقي للمتحف في قلب المجتمع المتغير، واستجابة فاعلة لتحولات العصر من خلال التكنولوجيا، والانفتاح المعرفي، والتوثيق المسؤول للتراث. وبهذا تثبت العتبة العباسية المقدسة، من خلال متحف الكفيل، أن المتاحف في عالمنا العربي والإسلامي قادرة على مواكبة المستقبل، بل والمساهمة في صناعته.
وبهذه المناسبة، تجدّد العتبة العباسية التزامها بدعم كل مبادرة تهدف إلى تطوير العمل المتحفي، وتحقيق الاستدامة الثقافية، وتقديم تراث الأمة الإسلامية للعالم بأفضل صورة تليق به .

علي نزار الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي