يزخر متحف الكفيل للنفائس و المخطوطات بأندر المنسوجات المميزة التي لا تقدر بثمن ، و من هذه المقتنيات سجادة كرمانية صنعتها أيدي الحياكة الإيرانية بإستخدام خيوط الصوف و القطن بدقة و مهارة عالية .
زينت السجادة بنقوش نباتية و حيوانية تحيط بمركزها الذي يحمل رسماً بالخيوط لعرش الطاووس الخاص بالملك الأفشاري و مؤسس الدولة الأفشارية نادر شاه و هو جالس على العرش ماسكاً بسيف سلطانه كتب على يمينه داخل طرّة محاطة بزخرفة رائعة ( نادر شاه أفشار ) و يظهر في اللوحة وزرائه و حاشيته و هم يحيطون به ، و أمامه منضدة وضع عليها أكليل من الزهور .
ينحدر نادر شاه الأفشاري أو كما يلقبه البعض بـ ( الإسكندر الثاني ) من قبيلة أفشار التركمانية من شمال فارس ، ولد عام 1698 م ، و نصَّبَ نفسه شاهاً في عام 1736 م بعد تحريره لإيران من الاحتلال الذي قامت به قبيلة الگلزاي الأفغانية .
أما قصة العرش الموجود و المحاك في مركز السجادة ، فهو عرش الطاووس التابع لسلطنة المغول الهندية الذي إستولى عليه نادر شاه و أخذه الى ايران ليصبح عرش الطاووس رمزاً للحكام الفرس ، ويعد إسم العرش مشتق من شكله الذي يشبه الطاووس و هو مرصع بالياقوت الأحمر و الأزرق و الزمرد و اللؤلؤ و مختلف الأحجار الكريمة الأخرى ، و يصف الجواهرجي الفرنسي تافرنييه و الذي زار دلهي عام 1665 م عرش الطاووس بأنه على شكل سرير مرصع بالأحجار الكريمة النادرة و المسنود على الأرض بأرجل قوية ، و بعد قتل نادر شاه عام 1747 م ، تم تدمير العرش ، إلا أن عروش إيران اللاحقة أصبح يشار اليها بعرش الطاووس ، كالعرش النادري الذي صنع عام 1812 م للإمبراطور فتح علي شاه قجار و العرش الآخر لمحمد شاه قاجار والذي صنع عام 1836 م وصولاً الى شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي والذي يحفظ حالياً في الخزانة الخاصة للمجوهرات الوطنية التابعة للبنك المركزي الإيراني .
لتكون هذه السجادة مع نظيراتها تزين مخازن متحف الكفيل بسبب جودة صناعتها و جمالية زخارفها و تأريخها الكبير .
علي الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي