انطلاق أعمال ترميم قطع العتبة العسكرية المقدسة في متحف الكفيل

باشرت شعبة المختبر التابعة لمتحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة العباسية المقدسة بأعمال الترميم والصيانة لمجموعة من القطع التاريخية العائدة إلى العتبة العسكرية المقدسة، والتي تضررت بفعل التفجير الإرهابي الأليم الذي طال المرقد الشريف للإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء.
وتتضمن هذه المجموعة بلاطات زخرفية مصنوعة من الفضة الخالصة ومطلية بطبقة من الذهب الخالص، كانت تُثبّت في جدران وأروقة المرقد الطاهر، وتحمل على سطحها نقوشًا وزخارف دقيقة تمثل آيات قرآنية كريمة وأحاديث شريفة، نُفذت بأسلوب فني يعكس براعة الحِرَف الإسلامية في العمارة الدينية.
وقد تم نقل هذه القطع إلى متحف الكفيل بموجب مذكرة تعاون رسمية بين العتبتين المقدستين ، نظرًا لما يتمتع به من إمكانيات فنية وتقنية عالية، ومنشآت تخصصية متقدمة، وكوادر مؤهلة في مجالات الفحص المختبري والترميم اليدوي والمعالجات الدقيقة.
وبيّن الأستاذ الدكتور شوقي الموسوي، معاون رئيس قسم المتحف، قائلاً: " ضمن مذكرة التفاهم التي تمت بين العتبتين المقدستين العسكرية والعباسية من أجل إنشاء متحف في العتبة العسكرية المقدسة، والتي بدأت بعدة مراحل، كانت المرحلة الأولى بإدخال بعض منتسبي العتبة العسكرية في دورات فنية لمدة أسبوع، اختصت في التوثيق والأرشفة والصيانة والترميم وطريقة الخزن وكيفية العرض، أما المرحلة الثانية تم خلالها البدء بصيانة القطع المتحفية، حيث تم إنجاز 21 قطعة في موقعهم في العتبة العسكرية، وفي الوقت نفسه كانت هذه الأعمال بمثابة دورات تدريبية، وفي المرحلة الثالثة تم استلام 145 قطعة من مقتنيات المرقد الشريف، يتم الآن صيانتها في متحف الكفيل والذي يُعد من المتاحف الرائدة في العراق على مستوى العتبات المقدسة لما يحويه من كوادر متخصصة وذات خبرة في علم المتاحف ".
من جهته قال السيد سجاد حسن علي مسؤول شعبة المختبر: " ضمن برنامج التعاون بين متحف الكفيل والعتبة العسكرية المقدسة، توجّه كادر من الشعبة مع إدارة المتحف إلى العتبة العسكرية المقدسة لتهيئة مكان الصيانة الخاص بهم، ومن ثم إدخالهم دورة تدريبية عن كيفية الصيانة، وبعد ذلك تم استلام القطع التي تحتاج إلى صيانة خاصة في متحف الكفيل، وتمت المباشرة بصيانتها في مختبر الترميم حسب الطرق العلمية المتبعة في هذا المجال ".
و تخضع القطع المتضررة حاليًا إلى سلسلة من الإجراءات الدقيقة تبدأ بالتوثيق الفوتوغرافي، ثم تخضع للفحص المختبري للتحقق من مكوناتها وتحديد درجة الضرر الحاصل على مستوى السطح المعدني والزخارف الذهبية كما تشمل الأعمال تنظيف الرواسب والتلف الناتج عن الانفجار، وإزالة التآكل، لضمان الحفاظ على أصالتها دون التسبب بأي تلف إضافي.
و يُعد هذا المشروع جزءًا من التعاون المستمر بين العتبات المقدسة في العراق، ويجسّد روح التكامل في حفظ الإرث الديني والثقافي الذي خلّفته قرون من العمارة والفنون الإسلامية في المزارات الشريفة.
ويجري العمل حاليًا بوتيرة مدروسة تجمع بين الدقة والسرعة، مع توثيق كامل لكل مرحلة من مراحل الترميم لغرض الأرشفة والرجوع إليها مستقبلاً، سواء لأغراض البحث أو الترميم الوقائي، ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في إعادة هذه القطع إلى حالتها الأصلية قدر الإمكان، لتعود وتُعرض في متحف العتبة العسكرية بعد الانتهاء من إعادة تأهيلها.

علي نزار الحسيني
شعبة الاعلام المتحفي