" شاه سلام " في متحف الكفيل ... تحية رمزية تنحني لذكرى عاشوراء

إحياءً للرموز الشعائرية التي تجسّد عمق الفاجعة الحسينية، يعرض متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة قطعتين من "شاه سلام"، في قاعة العرض الخاصة بالمتحف، وسط تفاعل الزائرين والمهتمين بالتراث العاشورائي.
"شاه سلام" هو رمز شعائري يُستخدم في مواكب العزاء الحسيني في بعض المجتمعات الشيعية، لا سيما في إيران وأفغانستان وباكستان والهند، ويُعرف بأنه قطعة معدنية مصنوعة من الحديد المطاوع أو النحاس، تمثل تحية وسلامًا ملكيًا يُؤدى بطريقة رمزية أثناء مواكب الحزن في شهري محرم وصفر، ويحملها أحد الأشخاص على الكتف، فيميل بها في حركات دقيقة تشبه أداء التحية العسكرية، كلما مرّ الموكب أمام مرقد مقدس أو موكب حسيني آخر .
ويعود أصل التسمية إلى التعبير الفارسي "شاه سلام" الذي يعني "السلام الملكي"، وقد ارتبط في الذاكرة العاشورائية الشعبية بكونه انحناءة احترام وتبجيل لثورة الإمام الحسين عليه السلام، تُجسَّد بمعدن مطاوع ينحني مع حركة حامله .
القطعتين المعروضتين تمثلان نموذجين تقليديين نادرين لهذا الرمز الشعائري، وقد صُنعتا من معادن متنوعة وصمّمتا بأبعاد دقيقة تراعي خصوصية الأداء الحركي المرتبط بالمواكب الحسينية و يهدف عرض هذه القطع إلى التعريف بشعائر الإمام الحسين عليه السلام.
ان عرض "شاه سلام" في قاعة العرض هو تعبير حي عن الأسى والولاء عبر مختلف الرموز، بدءًا من الرايات السوداء، مرورًا بالرموز الخاصة مثل "الزنكي" و"شاه سلام" و" الكف " .
إن تقديم هذه القطع في سياق عرض متحفي، لا يهدف فقط إلى حفظ التراث، بل إلى إحياء ذاكرة شعائرية متعددة الثقافات، تتوحد رغم تنوع أدواتها على مبدأ واحد وهو انحناءة احترام لفاجعةٍ لا تموت.

علي نزار الحسيني
شعبة الاعلام المتحفي