مائة عام مرّت على تحفة الكشكول الذي يزين متحف الكفيل

يزخُرُ متحف الكفيل للنفائسِ و المخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة ، بعديدِ القطعِ النفيسة ، منها الكشكول الذي ينتشر عند فرقٍ معيّنة في إيران و العراق و بعض الدول المحيطة بهما .
و يُعدُّ هذا الكشكول النحاسي تحفةً فنية رقيقة و فريدة من نوعها ، عبَّرت بالشكل الذي يشبه شكل الزورق أو القارب رِحلة الزّاهدِ في حياته ، و يظهر ذلك جليّاً من خلالِ نقشِ الآيةِ الكريمةِ الموجودة على أغلبِ الكشاكيل ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ) ، فضلاً عن الزّخارفِ النباتية و الكتابية الموجودة عليه المتمثلة بأسماءِ الأئمة المعصومين عليهمُ السلام و الدعاء و التوسل بهم ، و كذلك نقش الإهداء الخاص لمرقدِ سيدنا العباس بن علي عليهما السلام و تأريخ الوقفية عام 1306 هـ ، إذ نجدُ على جانبيه حلقتانِ مربوطتان بسلسلةٍ من معدن البرونز .
و عادة ما يصنعُ الكشكول من معدنِ الفضّة و النحاس المذهب أو من مواد أخرى كالعاج و الخشب و ثمرة جوز الهند ، أما من حيث المعنى اللّغوي فإن الكشكول كلمة فارسية مركبة من ( كش ) و التي تعني سحب أو جر ، و ( كول ) بمعنى كتف ، و هي تسميةٌ تطلق على كيس الفقراء الذي يضعون فيه حاجياتهم المختلفة ، فبعضهم يستعمله في الحصول على النقود ، و بعضهم من يجمع فيه الطعام ، و منهم من يستعمله كوعاء للماء .
و قد عُثر على الكثير من الكشاكيل في عتبات الأئمة في العراق و إيران ، إذ يحمل الشخص الكشكول في طريقه إلى مقامات الأئمة و في رحلاته طلباً للعلم والمعرفة ، كما هو رمزٌ للزاهد الذي يدلُّ على النجاة من الآثام الى شاطئ الطاهرين في رحلة عالم الروح .
و يذكر المؤرخ و الباحث سلمان هادي آل طعمة نقلاً عن المؤلف السيد إبراهيم شمس الدين القزويني خلال حديثه عن كربلاء و تأريخها و طقوس البعض في عاشوراء قائلاً : ( و بعضهم يحمل الكشكول و يضعون فيه الماء ليسقون بقية العطاشى تيمناً بذكرى عطش الحسين عليه السلام ) .
يذكر أنَّ قسم التراث الإسلامي الموجود في عديد المتاحف العالمية يحتوي على أنواع كثيرة مشابهه لما يضمه متحف الكفيل من النفائس و القطع النادرة و التي تمثل حقب زمنية و تاريخية مهمة .
في ما يقع جهد توثيق معلومات القطع الثمينة على منتسبي شعبة التوثيق و الأرشفة التابع لمتحف الكفيل .
علي الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي