متحفُ الكفيل في العتبة العباسية المقدّسة يضمّ بين جنباته العديد من المقتنيات والتحف الأثرية، وبما أنّ الطابع الإسلامي هو السائد عليها بحكم المكان , وهو مرقد أبي الفضل العباس ( عليه السلام )، ومن أجل الولوج في عوالم المعرفة المتحفية والإحاطة بخباياها وفنونها , وضع قسمُ متحف العتبة العباسية المقدسة خطّةً منهجية والتي من ضمنها إقامة الدورات التي تهدف الى الرقيّ بمستوى منتسبيه، حيث تمّ فتحُ العديد من الدورات التخصصية وفي مجالات مختلفة، ومن هذه الدورات الدورة التي أُقيمت مؤخّراً في متحف العتبة العباسية المقدسة والتي استمرّت لخمسة عشر يوماً , وكانت حول التعريف بفنّ الأرابيسك وصيانته، وكانت بإشراف الخبير الدولي صفر سامي من جمهورية إيران الاسلاميةالتي تمتلك باعاً طويلاً في صناعة وصيانة الأرابيسك أو ما يُسمّى بالخواتم.
شبكة الكفيل كانت حاضرةً في أحد مناهج هذه الدورة وكان لها لقاءٌ مع رئيس قسم المتحف الأستاذ صادق لازم الزيدي والذي اوضح قائلا:-
"اشترك في هذه الدورة التخصصية عددٌ من منتسبي قسمنا، للتعرف على ترميم وصناعة الخاتم والتي تتكون من مرحلتين .
المرحلة الأولى:- التعريف على هذا الفنّ (الأرابيسك) بأنواعه مثل التطعيم بالصدف والنحت على الخشب وما الى ذلك.
واما المرحلة الثانية :- فهي صناعة الارابيسك (الخاتم) بكل أشكاله.
واضافه الزيدي قائلا :-
يوجد لدينا انواع من الخواتم المتضرّرة في متحف العتبة العباسية المقدسة , كالصولجانات والرَحْلات القرآنية وإطارات اللوحات...الخ).
يمتاز هذا الفنّ بأنّه دقيقٌ جدّاً ولا يوجد في العراق، لذلك قمنا بإدخال منتسبي المتحف في هذه الدورة من أجل إتقان هذا الفن الرائع، والتي استمرت(الدورة) مدة (15يوماً) , وهي مخصّصة لمنتسبي المختبر الذين يقومون بعمليات الترميم، حيث يُعتبر تعلّم صناعة الخواتم من الأساسيات المهمة , التي يجب أن يعرفها المرمّم والمواد الداخلة في صناعة الجزء المراد ترميمه .
أمّا المشرفُ على الدورة الأستاذ صفر سامي فقد بيّن من جانبه قائلا:-
جئتُ اليوم الى مدينة كربلاء المقدسة لإقامة هذه الدورة خدمةً للمولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) ولتعليم عددٍ من الفنيّين والعاملين في متحف العتبة العباسية المقدسة هذا الفنّ الإبداعي حتى يتمكّنوا مستقبلاً من العمل بهذا الفنّ الأصيل
واضافة قائلا :- ان الخاتم أو (الأرابيسك) هو عملٌ إبداعيّ تختتم به الفنون , وٌيحتاج الى الدقّة والتركيز، وإن شاء الله إذا تعلّم المتدرّبون على عمل هذا النوع من الخواتم سيجدون المتعة في عملهم إضافةً الى إتمامه بالجودة والدقة المطلوبة
يُذكر أنّ فنّ (الأرابيسك) من الفنون الأصيلة التي تميّزت بها الحضارةُ العربية الإسلامية , وتعود أصوله إلى أكثر من ألف عام، وهو في الأصل صناعةٌ معماريةُ الطابع تدخل في الأثاث غالباً .
وبرز فنّ (الأرابيسك) خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين . ش.م