كيف رمّمَ مختبر متحف الكفيل بندقية قوقازية تعاني من تلف كبير

مختبر متحف الكفيل للنفائس و المخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة هو مركز متخصص في ترميم وصيانة القطع المتحفية يعمل على ادامة النفائس بصورة مستمرة ؛ إذ نجد بين ايدي المختصين في شعبة المختبر بندقية قوقازية قديمة و ثمينة ، الماسورة مصنوعة من حديد الجوهر ، و البدن من الخشب ذو ثمانية أضلع مطعّمٌ بزخارف مكفتة بالنحاس الأصفر ، ماكنة البندقية من الحديد وآلية عملها بواسطة حجر القدح يتم تعبئة الماسورة بالبارود من خلال دفع المادة المشتعلة بقطعة المرود الحديدية المثبتة في أسفل السلاح بواسطة خمس حلقات من البرونز الأصفر و متصلة مع بدن البندقية القوقازية القديمة .
وصلت البندقية التي يبلغ طولها 136 سم و التي تزن قرابة الثلاثة كيلوغرامات الى شعبة المختبر وهي تعاني من اضرار عديدة ، إذ فُقِد الحاضن الخشبي القريب من الماكنة ، في ما يظهر على الأجزاء الأخرى التأكسد ( الصدأ ) المتراكم .
أعدّ مختبر قسم المتحف الخطة المثالية لإعادة صيانة هذه البندقية بخطوات علمية أولها التصوير المفصّل لأجزاء البندقية مع توثيق معلوماتها كالوزن و الطول و الوصف العام و بقية تفاصيلها بواسطة منتسبي شعبة التوثيق و الأرشفة ، أما المرحلة الثانية كانت في مشفى المتحف ومختبره المتميز وذلك بترميمها من خلال إضافة قطعة من خشب ( الجاوي ) الى مكان القطعة المفقودة و بيّنَ كادر المختبر ان سبب اختيار هذا النوع من الخشب بسبب سهولة تشكيله و تشابه لونه مع لون قطعة السلاح ؛ إذ تم تشذيب و نحت قطعة الخشب ضمن اعمال البرد و التنعيم بالمقاشط وثبتت في ما بعد بواسطة مادة صمغ الغراء واضافة بعض الاصباغ الطبيعية لها لتكون بنفس اللون مع بدن السلاح .
وبعد إكمال مرحلة إضافة الأجزاء الخشبية المفقودة يتم العمل على صيانة الأجزاء المعدنية و إزالة الصدأ الموجود على البندقية و بإستخدام الطرق اليدوية بأدواة الفرشاة التي تحتوي على الحديد و الفايبر كلاس و كذلك الشفرة و الطرق الميكانيكية بواسطة أجهزة ( الميكرو دريل ) لتصل مراحل ترميم قطعة السلاح الى اخر مراحلها من خلال إجراء عمليات الصيانة الوقائية بطلاء قطع السلاح المعدنية بمادة تسمى بـ البارالويد ( B72 ) و بنسبة ( 2% ) لتترك القطعة أربعة عشر يوماً ثم يتم طلائها بعد ذلك بنفس المادة لكن بتركيز ( 5% ) : إذ تعمل هذه المادة على عزل و وقاية القطعة من متغيرات المناخ المتمثلة بالرطوبة العالية و درجات الحرارة و التلوث البيئي .
لتعود إحدى القطع المميزة و الجميلة من الأسلحة النارية الى وضعها الطبيعي و بأجزاءها الكاملة بعد اجراء الصيانة عليها بكل جودة و كفاءة على ايدي المختصين في الترميم و الصيانة بمتحف الكفيل للنفائس و المخطوطات .
علي الحسيني
شعبة الاعلام المتحفي