قصص نقشت على آنية من النحاس الأحمر المطلي بالقصدير ، طُرقت بعناية عليها عبارات و رسوم تشير الى حوادث تأريخية مهمّة جرت في العالم الاسلامي يقوم بعرضها متحف الكفيل للنفائس و المخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة في قاعة العرض المتحفي للزائرين الكرام .
و صنعت هذه القطعة النفيسة في عام 1302 هـ ، كتب عليها إسم صانعها محمد كاظم ، و قسِّم وجه الآنية الى أقسام عديدة ، بعضها يعود الى بطولات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و البعض الاخر الى سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين عليه السلام و البعض الاخر الى احداث و وقائع تأريخية أخرى .
نجد في منتصف الإناء نقش كبير لشخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و هو راكب على الفرس وبالقرب من قبضة يده سيف ذو الفقار ممسكٌ في يده الاخرى برمح و وجهه يسطع بالنور ، زيّن هذا النقش ببيت من الشعر باللغة الفارسية جاء في معناه " لم ولن ترى في هذه الدنيا ، مثل عليٍّ ، روحه بروح سيف ذو الفقار " ، في جانب آخر نرى نقشاً مصوراً عن ذهاب سيد الشهداء بإتجاه العراق و إستشهاده في شهر محرم الحرام من عام 61 هـ ، و هو على فرسه حين دخل الى العراق و أمامه الجيوش و بجانبه رجل يحمل الكشكول ، أما في الأقسام الأخرى من النقوش نجد رسوماً لأحداث شارك فيها الإمام علي عليه السلام مثل قتاله ضد الجن الكافر و قتاله ضد عمر بن ود العامري في معركة الخندق الشهيرة ، و رسماً آخر لقتال أمير المؤمنين عليه السلام و الملائكة من حوله وهو قابض بيده المباركة على سيف ذو الفقار ضد مرحب الخيبري في غزوة خيبر ، في ما نجد توثيقاً اخر لهذه المعركة لكن عندما كانت المبارزة ضد الحارث الخيبري ، و نجد في موضع اخر من الآنية تعبيراً مهمّاً لنزول الملائكة في خدمة أهل بيت نبي الرحمة عليه و عليهم السلام وتسجيلهم لزائري العترة الطاهرة ، و في الآنية ذكر آخر لزيارة جموع الناس و تقديمهم الهدايا لأمير المؤمنين صلوات الله عليه .
لتكون هذه الآنية المحاطة بشريط من النقوش النباتية على شكل زهور جميلة مطروقة بعناية و دقة ، لوحة من لوحات الجمال الآخذ لنظرات زائري متحف الكفيل .
علي الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي