فاترينا الإنتفاضة الشعبانية ، شاهد على العدوان الغاشم على قبّة مرقد قمر بني هاشم عليه السلام

يلاحظ زائر متحف الكفيل للنفائس و المخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة فاترينا الإنتفاضة الشعبانية التي يعرض فيها مجموعة من القطع المهمة و التي كانت شاهدة على إعتداءات البعث المجرم للمراقد المقدسة في مدينة كربلاء المقدسة .
إذ نجد في قاعة العرض لمتحف الكفيل فاترينا تحتوي على بلاطات نحاسية مطلية بالذهب كانت تغطي القبة الشريفة للروضة العباسية المطهرة كانت متضررة من القصف المدفعي للنظام البائد ، و قطعة من المرمر الذي يغطي جدران المرقد المقدس و التي تظهر عليها آثار الرصاص الحي الذي أطلق على الزائرين بشكل عشوائي في داخل الروضة المباركة ، من جانب آخر نجد لوحاً خشبياً عليه آثار الحرق إثر القصف الغاشم لإحدى بوابات الدخول الى الصحن الشريف ، وفي يسار الفاترينا وضعت الراية المرفوعة آنذاك فوق القبة الطاهرة لمرقد أبي الفضل العباس عليه السلام والتي يلاحظ عليها آثار الضرر .
و انطلقت انتفاضة الشعب العراقي ضد دولة الظلم في شهر شعبان من عام 1991 م ، لتعم الإنتفاضة أربعة عشر مدينة سقطت بيد الأهالي ، و بعد عدة أيام من انطلاقها و بقصف عنيف وإعتقالات واسعة في المحافظات قام أزلام البعث الغاشم بالسيطرة على المدن واحدة تلو الأخرى و كان لمدينة كربلاء المقدسة قصة صمود و مقاومة لحوالي ستة عشر يوماً سطّروا فيها الأهالي أسمى البطولات و قدموا أروع التضحيات ، أستشهد فيها الكثير و زج البقية في قعر السجون .
و إستمراراً لأبشع جرائم البعث المقبور في المراقد المقدسة قام عناصر النظام البائد بقصف مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام إذ تضررت قبة مرقد قمر بني هاشم عليه السلام بعد ضربها من قبل عناصر النظام البائد بالصواريخ و قذائف المدفعية و كذلك باب القبلة للصحن المحيط بمرقده الشريف مع إطلاق الرصاص الحي على الزوار بداخله .
و شهدت كربلاء في ذلك الوقت حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً كبيراً من الحوزويين و العلماء و عامة الناس المشاركين في الثورة ، إذ واجه أغلبهم مصير الظلم بالإعدام او السجن ، ما عدا الذين فروا من العراق ، كما هدمت كثير من المدارس الدينية و المساجد و الحسينيات .
علي الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي