قامت العتبة العباسية المقدسة وفي خطوة تعدّ الأولى من نوعها في محافظة كربلاء المقدسة بصيانة وترميم بيتٍ كربلائيٍّ تراثيٍّ قديم ليكون فيما بعد متحفاً يحوي المقتنيات الكربلائية القديمة، وتعبيراً عن احترام الماضي وتراثه لأنّه يعتبر مبعث فخر واعتزاز ودليلاً على العراقة ومعبّراً عن الهوية التراثية لها وصلة وصل بين الماضي والحاضر.
الأستاذ صادق لازم مدير قسم المتحف في العتبة العباسية المقدسة وهي الجهة المشرفة على هذا المشروع التراثي بيّن لشبكة الكفيل عن طبيعة هذا المشروع والهدف منه، حيث قال: "تعدّ مدينة كربلاء من المدن ذات الأهمية البالغة ليس على الصعيد الإسلامي والقداستي وحسب، بل لها أهمية تراثية فهي تحتوي على أماكن تراثية وحضارية كثيرة اندرس أغلبها واستُغلّ استغلالاً عشوائياً وضُيّعت وغُيّبت هوية المدينة، حيث تُعتبر هذه الأماكن كنوزاً لا تُقدّر بثمن من حيث الأهمية التاريخية والأثرية، حيث تتوزّع هذه الأماكن والبيوت التراثية على مساحات واسعة من المدينة القديمة لكربلاء المقدّسة والتي يعود تأريخ إنشاء بعضها إلى حقبٍ زمنية قديمة وقد طالها الإهمال والتخريب على مدى عقود طويلة خاصة في ظلّ النظام المُباد الذي لم يُبالِ بتأريخ وحضارة أيّ مدينةٍ من المدن العراقية".
وأضاف: "هو من المنازل التراثية القائمة في مدينة كربلاء المقدسة، تبلغ مساحة بنائه حوالي (106م2)، ويقع في شارع صاحب الزمان(عجّل الله فرجه) في الجهة الشمالية الغربية من العتبة العباسية المقدسة، ويعود تاريخ البناء الى الأربعينيات من القرن العشرين، وقام ببنائه الحاج رحمن المعمار عام (1941م) وهو نفس البنّاء الذي قام ببناء الطارمة الأمامية لحرم أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وتعود ملكية البيت للسيد حسين الهاشمي وهو يتكوّن من مَدخَلَيْن مؤدّيَيْن الى باحةٍ وسطية مفتوحةٍ الى الأعلى تحتوي على نافورة موقعها في الوسط، إضافةً الى سردابَيْن كما يحتوي على سلّمَيْن يؤدّيان الى الطابق العلوي، والذي يحتوي على خمسة غرف موزّعة بشكل قطري أمامها ممر مفتوح على الباحة الوسطية للبيت".
وبيّن لازم: "تمّ تشكيل لجنة خاصة من المتحف قامت بالإشراف على صيانة المنزل بعد أن أجرت كشوفات ميدانية سجلت من خلالها أهمّ الأضرار والنواقص الموجودة للجدران والأرضية والنوافذ والتي هي من الخشب حيث استُخْدِمَت فيها أشكالٌ هندسية عديدة في تقطيع الزجاج، وتعلو كلّ نافذة زخرفةٌ جصية جميلة تحتوي على عناصر نباتية كأوراق الأشجار والأزهار، وفي أسفل كلّ نافذةٍ يوجد مربّعٌ هندسيّ من الجص، أمّا الواجهة الأمامية للمنزل فقوامها خليطٌ من الخشب والطابوق والحديد والجص الذي استُعمِل في إظهار الزخارف الهندسية والنباتية التي تغطّي مساحةً كبيرة من الواجهة، وقد نُفّذت بشكلٍ منسّقٍ ومتقن جدّاً".
وتابع: "أنّه حال الانتهاء من تقييم الأضرار سيتمّ رفع كشفٍ بها الى الجهات ذات العلاقة، ووضع خطة الترميم الخاصة بالمنزل للمباشرة بأعمال التنفيذ".