مُهنّد الذهب للسلطان جعفر خان زند في متحف الكفيل

يضم متحف الكفيل للنفائس و المخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة إرثاً كبيراً من نفائس متنوعة و مختلفة أُهديت الى مرقد أبي الفضل العباس صلوات الله عليه .
و من هذه النفائس سيف السلطان جعفر خان زند المكفت بالذهب ، و المصنوع نصله بحرفية عالية من الصلب الجيد ( الجوهر ) ، مرناً قاطعاً لا يُكسر بسبب قفاه المساند للشفرة ، مقوسٌ بشكلٍ مُتقن ، مصهورٌ و مطروق بشكلٍ ممتاز حسب آراء محترفي هذه الصنعة المميزة ، مقبضه من العاج ، و الواقية مطلية بالذهب مصممةٌ على الطراز المغولي ، نُقش عليه خمسُ طررٍ مكفتة بالذهب كُتِبَ على الأولى إسمُ الصانع ( أسدُ الله الأصفهاني 1174 ) و على الثانية إسم السلطان ( جعفر خان زند ) في ما كُتب على الطرّة الثالثة ( شاه ولايت عباد بن بنده ) أمّا طرّة الوقفية كتب فيها ( وقف حضرة عباس نمود خان الله ابن آقا خان ) و نرى قريباً من مقبض السيف طرّةٌ ثُمانية الشكل ذو رؤوس جميلةٍ مذهبة نُقِشَ في وسطها ( صانِعَهُ بشيراز ) .
و يعد السلطان جعفر خان زند أحد حكّام و سلاطين الدولة الزندية ، الذي تربع على عرش الدولة في عام 1173 هـ ، و يذكر في كتب السير أنه كان سياسياً محنكاً و قائداً فذاً ، شجاعاً متواضعاً ، لم يقبل لقب الملك أو السلطان وأَطلقَ على نفسه لقب ( وكيل الرعايا ) ، في ما إتخذ من شيراز عاصمةً لدولته التي سيطرت على جميع أقاليم إيران ، و وصلت الى عمان والبحرين تاركاً بوفاته في عام 1193 هـ دولة مترامية الأطراف و في أوج إزدهارها من جميع النواحي .
إذ يضم متحف الكفيل عديد الأسلحة البيضاء النادرة و الثمينة التي تمثل رمزاً للشجاعة و القوة ، و المهداة من قبل ملوك و سلاطين دول عديدة الى قمر بني هاشم عليه السلام .

علي الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي