قصة كفين لامسا الماء في الطف فتحول ألماساً في متحف الكفيل

يضم متحف الكفيل للنفائس و المخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة عديد النفائس المهداة الى المولى أبي الفضل العباس صلوات الله عليه .
و تتزين قاعة العرض في قسم المتحف بكفّين من الذهب يتصلان بقاعدة من الـفضة الألمانية ( وارشو ) ، ثبت في منتصف الكف بروش مطعم بالألماس يتوسطه حجر الياقوت الأحمر ، كُتب عليه إسم الواقف ( بتول وزيري ) و وُثّق بنقشٍ يحمل عامَ 1345 هـ ، كُتِبَ على أطرافه عبارة ( يا أبو الفضل العباس ) .
يرمز الكف الى التضحية و الإيثار الذي تجلى في شخصية أبي الفضل العباس عليه السلام ، حين ضحى بهما في واقعة الطف الخالدة ذائداً عن سبط رسول الله أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، و تخليداً لتلك الحادثة الأليمة نجد في كل موكب ثلة من الشبّان يحملون عُمداً طويلة ، رفع عليها قماش ذو ألوان متعددة كتب عليه عبارات عن عاشوراء ، ترفرف مع نسيم الرياح ، و قريباً من طرف العُمد ثمّة علم مثلث الشكل ، و فوقه شكل الكفِّ المحفور عليه بعناية ، عبارات و كلمات ترمِزُ الى بطولات أبي الفضل العباس عليه السلام ، و هذه الكف و الراية السوداء علامة فارقة و شاخصة تمثل رمزاً لشيعة أهل البيت عليهم السلام ، توضع في أماكن عديدة مثل سارية الرايات و أعلى الشبابيك المحيطة بالمرقد المقدس لأبي الفضل العباس عليه السلام و في الهودج الكربلائي و غيرها .
إذ يحتفظ متحف الكفيل بأكثر من 250 كفّاً مصنوعاً من الذهب و الفضة و النحاس و مطعّم بالأحجار الكريمة في ما يتم صيانتها حسب نوع المعدن و بطريقة ميكانيكية و بعد ذلك يتم خزنها في محامل خاصة مع توفير الأجواء المناسبة لها بعد تصنيفها و توثيقها .
علي الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي