اللّالات .. مقتنيات تحاكي الحزن العاشورائي في متحف الكفيل

في قلب مدينة كربلاء المقدسة، ومن داخل الصحن الشريف لساقي عطاشى كربلاء المولى ابي الفضل العباس عليه السلام لا تقتصر مراسم شهر محرم الحرام على الشوارع ومواكبها بل تمتد لتنبض داخل جدران متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة و الذي يتحول في هذا الشهر الحزين إلى سجلٍّ مرئي لذاكرة الطف وتاريخ العزاء الحسيني.
في اروقة قاعة العرض المتحفي لا تقف المعروضات ساكنة كما يُخيّل للزائر بل تبدو كأنها تروي بصمتها قصةً امتدت على مدى قرون، ومن بين القطع اللافتة التي يعرضها المتحف، تظهر اللّالات بأشكالها المزخرفة ونقوشها الشعبية والتي تتشابه بشكل لافت مع تلك التي تُستعمل اليوم في مواكب العزاء الحسيني ( التكيات ) هي ليست أدوات انارة بل تجسيد حيّ لنور الحزن الذي يهز وجدان كربلاء مع كل عاشوراء.
هذه المعروضات وإن كانت ساكنة خلف زجاج العرض فإنها تكتسب روحًا في محرم وتُصبح جزءًا من الموكب العام كأنها تستعد للخروج والالتحاق بالحزن الجمعي في الساحات ، حيث لا تكتفي العتبة العباسية المقدسة و متحف الكفيل بعرض التراث، بل يحولون التراث في عاشوراء إلى شواهد تاريخية بل امتدادات حية لطقوس العزاء، تُغذّي الزائر بوعي ثقافي وتاريخي وتمنحه زاوية جديدة لفهم روح كربلاء التي لا تموت.
فالمتحف يتكلم، واللّالات تنير طرق زائريه ، وحدها كربلاء تجمع بين صمت المتحف وصخب المواكب، لتقول للعالم: هنا يُصاغ الحزنُ جمالاً، وتتحول الذاكرة إلى نبضٍ لا ينقطع

علي نزار الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي